الآن وقد حلت ذكرى أحداث السادس من يناير، ومضت، ومر عليها أكثر من أسبوعين، بات البعض منا ممن عاشوا ذلك اليوم المأسوي في 2021 لديهم صورة أوضح لما كان وما هو الآن على المحك. في 6 يناير، قامت مجموعة غاضبة بنهب مبنى الكابيتول، وذلك إلى حد كبير في محاولة لدفع الكونجرس وأنا- بصفتي رئيس مجلس الشيوخ- إلى استخدام السلطة الفيدرالية لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التي تم التصديق عليها من قبل جميع الولايات الخمسين.
فُقدت الأرواح وأصيب كثيرون، ولكن بفضل العمل الشجاع والإيثاري لإنفاذ القانون، تم تأمين مبنى الكابيتول، وتمكن الكونجرس من الاجتماع في نفس اليوم وإكمال عمله بموجب دستور وقوانين الولايات المتحدة.
في العام الذي أعقب ذلك اليوم المشؤوم، سنت الولايات في جميع أنحاء البلاد تدابير لمحاولة استعادة الثقة في نزاهة انتخاباتنا مع ضمان حق التصويت لكل أميركي. قادت ولايات جورجيا وأريزونا وتكساس الطريق مع إصلاحات منطقية، مثل المطالبة بتحديد هوية يمكن التحقق منها على بطاقات الاقتراع الغيابي، واستخدام الكاميرات لتسجيل معالجة بطاقات الاقتراع.
وعلى الرغم من هذا التقدم المطرد في الإصلاحات التي يتم تنفيذها على مستوى الولايات، يأتي الآن الرئيس جو بايدن و«الديمقراطيون» في مجلس الشيوخ بخطط لاستخدام ذكرى 6 يناير لمحاولة استغلال السلطة الفيدرالية مرة أخرى في السيطرة على انتخابات الولايات، وإحداث المزيد من الانقسام في دولتنا المنقسمة بالفعل.
إن خطتهم لإنهاء المماطلة للسماح لـ«الديمقراطيين بتمرير مشروع قانون لتأميم انتخاباتنا من شأنه أن يسيء إلى نية المؤسسين بأن تجري الولايات انتخابات بنفس الطريقة التي كان بعض مؤيدينا المتحمسين يريد أن يجعلني أفعلها قبل عام واحد.
بموجب الدستور، يتم تحديد الانتخابات إلى حد كبير على مستوى الولاية، وليس من قبل الكونجرس - وهو المبدأ الذي أيدته في 6 يناير دون حل وسط. والدور الوحيد للكونجرس فيما يتعلق بالهيئة الانتخابية هو «فتح، وتقديم وتسجيل» الأصوات المقدمة والمصدق عليها من قبل الولايات. لا أكثر ولا أقل. إن الفكرة القائلة بأن الكونجرس سيكسر قاعدة المماطلة لتمرير قانون يساوي استيلاء الحكومة الفيدرالية على الانتخابات تماماً لا يتفق مع تاريخ أمتنا، ويعد إهانة لهيكل دستورنا.
لا يفضل «الديمقراطيون«في الكونجرس طريقة الحكم التي كانت متبعة في العديد من الولايات خلال العام الماضي. وفي الواقع، قارن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، (ديمقراطي – نيويورك)، مؤخراً مسؤولي الولايات الجمهوريين «بالمتمردين الذين كانوا يتسمون بالعنف»، والذين اقتحموا مبنى الكابيتول، لأنهم كانت لديهم الجرأة لتمرير تشريع يهدف إلى القضاء على تزوير الناخبين.
إن تقدم بايدن وخطة الديمقراطيين في الكونجرس سيزيد بشكل كبير من فرص تزوير الانتخابات، ويزيد من تآكل الثقة في انتخاباتنا، ويحقق انتصاراً لا رجوع فيه لليسار الراديكالي.
ستفرض الخطة القواعد الانتخابية الأكثر إثارة للتساؤل، والأكثر عرضة لسوء الاستخدام على الصعيد الوطني، مع حظر تدابير منطقية لكشف وردع ومقاضاة تزوير الانتخابات.
على سبيل المثال، ستضطر الولايات إلى اعتماد بطاقات اقتراع عامة بالبريد، من أجل تسجيل الناخبين في نفس اليوم، وتسجيل الناخبين عبر الإنترنت، وتسهيل تسجيل الناخبين من خلال مكاتب إدارات السيارات، وإتاحة 15 يوما على الأقل من التصويت المبكر. ستكثر سجلات تسجيل الناخبين المكررة، وستضعف متطلبات معرفات الناخبين في الولايات بشكل كبير، وسيُسمح لأي شخص، بما في ذلك الأشخاص غير المسجلين الذين وقعوا ببساطة على بيان مكتوب يدعي أنه مؤهل للتصويت بالقيام بذلك. وستزداد فرص تزوير أصوات الناخبين.
سيُطلب من الولايات أيضاً إحصاء كل تصويت عبر البريد لمدة تصل إلى سبعة أيام بعد يوم الانتخابات. وسيكون جمع أوراق الاقتراع - حيث يدفع النشطاء السياسيون المال لجمع بطاقات الاقتراع الغيابي من أماكن مثل دور رعاية المسنين -قانونياً على الصعيد الوطني، مما يعرض الناخبين الأكثر ضعفاً للإكراه ويزيد من خطر التلاعب بأصواتهم.
كان مؤسسونا متشككين بشدة من تماسك السلطة في عاصمة البلاد. كما أنهم كانوا معنيين بحق بالتدخل الأجنبي إذا كانت الانتخابات الرئاسية يتم السيطرة عليها أو حسمها في العاصمة. كانت تلك من بين الأسباب التي دفعت المؤتمر الدستوري إلى تسوية الانتخابات على أساس الولاية، والحد من دور الحكومة الفيدرالية في انتخاب قادة الأمة.
لقد كان السادس من يناير يوماً مظلماً في تاريخ أمتنا تغلبت عليه شجاعة شرطة الكابيتول هيل واستعداد نواب الشعب الأميركي في كلا الحزبين للوفاء بيمينهم ودعم الإطار الدستوري الذي كان حصن الدولة الأكثر حرية والأكثر ازدهارا في التاريخ.
مع مرور هذه الذكرى السنوية، أدعو زملائي السابقين في مجلس الشيوخ إلى أن يفعلوا كما فعلت من قبل: التمسك بحق الولايات في إجراء الانتخابات والتصديق عليها. ارفضوا هذه المحاولة الأخيرة لمنح واشنطن السلطة لتقرير كيفية إجراء انتخابات الولايات المتحدة. واحفظوا القسم الذي قطعتموه أمام الله، وأمام الشعب الأميركي بدعم الدستور والدفاع عنه.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»